١٢ مارس ٢٠٢٣م، الرياض

السيدات والسادة.. الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل مئة عام من الآن؛ كان الملك فيصل هنا؛ في باريس، يضع اللبنة الأولى في بناء العلاقات السعودية الفرنسية، ويؤكد أن العلاقات العميقة بين الأمم يجب أن يتم تأسيسها على الاحترام المتبادل

السيدات والسادة.. الحضور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل مئة عام من الآن؛ كان الملك فيصل هنا؛ في باريس، يضع اللبنة الأولى في بناء العلاقات السعودية الفرنسية، ويؤكد أن العلاقات العميقة بين الأمم يجب أن يتم تأسيسها على الاحترام المتبادل، ورعاية المصالح المشتركة، ومدّ جسور التعاون بين قادة الدول حتى يتحقق الأمن والأمان، وتنعم شعوب العالم بالرفاهية والسلام.

وبعد مئة عام أيضًا؛ ها هو الفيصل في باريس، وتحديدًا في قاعة «هول سيغور» بدار اليونسكو، متمثلًا في هذا المعرض الذي يتناول جانبًا مهمَّا من سيرة حياته الشخصية والسياسية بمناسبة مرور 100 عام على توقيع معاهدة فرساي، ورحلته الأوروبية التاريخية عام 1919م.

بعد مئة عام؛ يكشف هذا المعرض لزوَّاره عن الأماكن التي مرَّ بها الملك فيصل، والشخصيات التي التقاها خلال رحلته، والأصداء الدولية التي أحدثتها تلك الزيارة التاريخية في حينها، ولأن الفيصل رحمه الله؛ كان من أكثر قادة العالم تأثيرًا في القرن العشرين؛ جاء المعرض تحت شعار: «الفيصل: حياة في قلب القرن العشرين»، فكانت محطته الأولى في لندن 2019م، وهذه محطته الثانية في باريس 2023م. بسبب ما أحدثته جائحة كورونا من انقطاع بين التاريخين

السيدات والسادة.. الحضور الكرام،

إن هذا المعرض يوثق لمرحلةٍ مهمَّةٍ من تاريخ العلاقات السعودية الفرنسية بشكل خاص، والعلاقات السعودية الأوروبية بشكل عام، ويُعد من أهم الشواهد على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، لأنه يعكس الأبعاد التاريخية للنجاح السياسي الذي حققته زيارة الملك فيصل قبل مئة عام، وكانت تمهيدًا لتفعيل العلاقات الدبلوماسية والزيارات المتبادلة بينه وبين القيادات الفرنسية والأوروبية، ولا شك في أن هذه الزيارة التاريخية المبكرة؛ أسهمت بشكل كبير في توطيد العلاقات الثنائية بين المملكة والدول الأوروبية، وأسهمت أيضًا في صياغة الرؤية السياسية المستقبلية التي وضعها الملك فيصل في ذلك الوقت، وما زالت مصدر إلهامٍ للجهود الرامية إلى تطوير الخطط التنموية للمملكة، وتعزيز دورها المؤثر في محيطها الإقليمي والعالم.

السيدات والسادة.. الحضور الكرام،

يأتي هذا المعرض في سياق المعارض الدولية التي ينظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في بعض العواصم الأوروبية، بهدف تسليط الضوء على الدور الدبلوماسي المبكر الذي قام به الملك فيصل منذ عام 1919م، وتعريف شعوب العالم بشخصيته، وتاريخه، وسيرته، بوصفه نموذجًا للقائد التاريخي الذي عاش حياته في قلب القرن العشرين.

وفي ختام كلمتي؛ أود أن أُعرب عن تقديري لمنظمة “اليونسكو”، ليس فقط لاستضافتها معرض الملك فيصل في جولته الثانية، ولكن للجهود الدولية التي تبذلها المنظمة في مختلف المجالات العلمية والثقافية حول العالم. كما وأشكر صاحبة السمو الأميرة هيفاء المقرن، سفيرة المملكة العربية السعودية إلى اليونسكو وكل زملائنا الذين عملوا لترتيب هذا المعرض. وأدعوكم للاطلاع على محتويات المعرض الذي يضم مجموعة نادرة من أهم مقتنيات الملك فيصل الخاصة، إضافة إلى عدد من المخطوطـات والبرقيات والرسائل واللوحات والخرائط والصـور الفوتوغرافيـة، والتغطيات الإعلامية التـي توثِّـق لتلك الزيارة التاريخية، وتُعد جزءًا من تاريخ المملكة العربية السعودية، وتاريخ الجمهورية الفرنسية أيضا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،