صاحبات وأصحاب السمو الملكي، السيدات والسادة، أيها الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فمنذ أربعين عامًا مضت تأسس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية لتحقيق رسالتين جوهريتين، أولاهما : الحفاظ على إرث الملك فيصل رحمه الله، منارًا يهدي الأجيال المقبلة إلى السبيل المثلى لترسيخ القيم الإنسانية. والثانية: الارتقاء بالمعرفة والنُّهوض بثقافة الأمة. وعلى مدار هذه السنوات الأربعين نشأت مراكز وبادت أخرى، وظل المركز في موقعه منارًا يهدي العقل إلى سواء السبيل.
واليوم، ونحن بصدد الاحتفال بذكرى التأسيس، لا نجد أفضل من هذه المناسبة لإطلاق المشروع الذي يفخر المركز بأنه جوهرة تاجه، ذلك المشروع الذي وصفه القائمون عليه بأنه: «يسعى إلى معالجة الالتباس والتراجع الواقعين في مفهوم حضارة العرب»، والوقوف أمام المحاولات الدؤوب لطمس وتهميش الاستحقاق الحضاري لنا، بل وفي إشكال مفهوم الحضارة ذاته؛ إبرازًا لقصتنا، وقصة لغتنا المعجزة، وتأكيدا لاستحقاقنا الحضاري الأصيل».
فالحمد لله على نِعَمِهِ التي أسبغها علينا بأن شَرَّفنا بإنزال كلمته بلغتنا تشريفًا لها وحملًا لما يعنيه هذا التشريف من مسؤولية الحفاظ عليها وصيانتها وتلاوتها في كُلِّ ما يتعلق بوجداننا وعملنا وهويتنا ؛ فإنَّ التقدم والتراجع مِنْ سُنَنِ الوجود الإنساني، وللنهضة شروط جسدها ولي العهد السعودي في رؤية المملكة ٢٠٣٠، ثم أعلنها في القمة العربية الصينية، حين أكد للعالم أجمع أن العرب سوف يسابقون على التقدم والنهضة مرة أخرى، وسوف تثبت ذلك كل يوم».
واليوم، هو يوم انطلاق المروية العربية، مرويتنا التي تنطلق أيضًا من التشريف الإلهي والمسؤولية التي حملنا إياها. فعلى بركة الله نبدأ وبتوفيقه سبحانه وتعالى نمضي.
فأهلًا بكم جميعا.